. The meta tag we found was .

  شوف خلقتي اول ما تفتح النت    غصب عنك هتضيفني    لو عاوزني اتك هنا

١٦‏/٠٩‏/٢٠٠٨
سهرة مع سيجارتي


كانت عقارب الساعه تتزلج مسرعة تجاه الرابعة الا عشرة فى يوم " قعدة " رمضان وطبعا لم أكن أٌدرك حتى هذا الوقت أنني أصبحت حتمياً في نهاية المطاف للإفطار وأصبح لدي من الوقت القليل حتى أستمتع بنشوة تدخين بعض السجائر المصرية الأصيلة ذات الطابع الفرعوني والمكتوبة فى " البخت " على كل المصريين أمثال جنابي .

إكتشفت أننى لا أملك سوي سيجارة واحدة يتيمة الأب والأم وذات قطيعة " مفرطة " فلا أحد يشد من اذرها ولا يوجد من يؤنس وحدتها ويقوي عزيمتها المحطمة وهي تري نهايتها بدأت تلوح بالوجود فى ظل هذه الثواني القادمة .اخذت تنظر إلىّ فى ذل وكأنها تترجانى أن اعتق " فِلتها " من التقبيل و " الأنفاس " وأنا أنظر إليها وكأنها الملاذ وحالة السلام التى كم أتمني أن اُزاول انشطتي ومشاريعي العظيمة من خلالها وكنت ابتسم إبتسامة يملؤها الجشع والرغبه الغريزية فى الاستبداد ..واستلهمت من عقلى أشهي طرق التعذيب والتلذذ من تلك النشوه ...نشوة تدخين تلك المسكينه.

أخذت تلك المسكينة تلملم حولها بقايا التبغ المتناثرة وتفترش أرضية علبتي الغريبة الملامح وتلتلف بكل ما تستطيع استقطابه من الورقة الذهبية وهي الغطاء الفاخر الذى طالما حشرها هي وإخواتها وحماهم من " البهدله " والتبعج والكسر .حاولت أن اُترجم لها مدي إعجابي بقوامها الهندي الأصل وطيب رائحة تبغها المصنوع من أجود أنواع الأخشاب والقطران ولكنها كانت تشعر بكل كلمة كلكمة قوية ولا تتيقن لجمال اشعاري فيها وكل ما تفهمه هو مصيرها المحتوم.

اقتربت العقارب من الرابعة الا تسعة دقائق وأنا اُحاول ان انتشل هذه السجارة من العلبة القاحلة ولكنى فى كل مرة كنت اُفكر فيها كان يحزنني جداً شعورها بالتأسي لما ينتظرها من إبادة بدون رحمة أو شفقة .

ظل ضميري " يلسوعني " الى أن اقترب الى اُذني سماع المؤذن يعلنها بأعلى صوته الله اكبر الله اكبر فجمعت كل قوتي ورتبت أفكاري وحمّلت على نفسي على أن أغتصب حق هذه السيجارة فى الوجود أكثر من لحيظاتها القادمة ورغم تلعثمي الشديد من هول مصيرها إلا انني وقتها ملّكت نزعتى الاستبدادية وغطرسة نفوذ الاقوياء وهيمنتي على هذه السيجارة ورفعت قداحتى وقرعت طبول الحفلة المنشودة وكبلت تلت السجارة بقبضة محكمة من إصبعي السبابة والوسطه وأنا أسمع صرخاتها تستغيث " ارحمني ربنا يرحمك " فأخذت افرُكها حتى ذابت فى يدي وصارت مطيعة مستسلمه لكل ما أفعله بها فهى لم تستطع مقاومة سحر أناملى في تأكيد رغبتها الشهوانية فى الإلتحام بها وهي تتشبع بجسد تلك المسكينة.

وفجأة اخذ ضميري يخطب فى داخلى " ربنا أمر بالستر واستر عليها ربنا يستر على ولاياك " فعزمت على الا استمع الى شئ وان أعيش تلك النشوة قبل فوات الأوان فأنا لا يزال أمامي إلا بضع الثواني البسيطة .وفى محاولة مباغتة وفى غموض إكتشفت تلك الخطة المبرمة من خلفي والخيانة العظمي لي ، فقداحتي لا يوجد بها اى قدرة على الاشعال فرميتها إحدي ادراجي رهناً للإعتقال على ما أظهرته من عصيان واتهمتها بالرشوة من السيجارة للمحافظة على حياتها .

وبعد الإعتماد على أجهزة مخابراتي المبجلة ثبت من الطب الشرعي أن القداحة كانت تعمل على أكمل وجه ولكنها اُصيبت بعطل فني إثر فعل فاعل والأدلة الجنائية تؤكد وجود هذا الفاعل.لم يشغلنى كثيراً البحث عن هذا الفاعل وكان كل ما يشغلنى هو إشعال تلك السيجارة قبل سطوع الفجر و الإمساك عن "الشرب ".تسللت خارج غرفتي وقررت الإغارة على غرفة أبي فوجدتها موصدة بإحكام وهنا علمت أن لأبي دوراً جوهريا فى هذه المكيدة ولكني أجلت التعامل معه الى الخطة الخمسية القادمة لتصفية العملاء وخائني عهد التدخين.

توجهت فى بعثة مكونة من جنابي وشيطاني الى شقة اخي وأخذت أتلصص على الهمسات حتى يطمأن قلبي بنوم اخي وزوجته و "المفعوصه" بنته .فتحت الباب فوجت منضده صغيرة على ما يبدو انها كانت مقر لحفلة سجائر أقامها أخي هرولت مسرعاً الى القداحة التى كانت تتوسط الضحايا وحينما مسكتها فوجئت بشي يلاطف قدمي ألا وهي " المفعوصه " وبطريقة هستيريه أصبحت "تكركر" من شكلى وكأنها رأت محمد سعد يؤدي احدي حركاته البهلوانيه وفى صوت عال ايقظ كل من فى المنطقة المحيطة ببيتنا المتواضع أخذت ترتل تلك الكلمات بنغمه لا اعرف لها ملامح " يا ادي يا ادي ..يا ادي يا ادي ".

وفجأة فتحت الابواب وكان احد هذه الابواب وكأنه فتحة لمدخنة مصنع ووجدت اخي يبدوا عليه سكيراً يزحف على الارض و" يهرش " فى كتفيه ويقول " سوجارة ..سوجارة " فوقتها هانت على نفسي ووجدت الدموع تفيض من عيني وقولتله بكل أسي " مكانش يتعز يا عنيا " .

أسرعت وفى يدي قداحته مهرولا على سلم البيت الى الدور الأسفل الذى أقطن فيه وقد عزمت على أن أغتصب تلك السيجارة واُعذبها على ما آسيته من آلام ومجهود جبار لإحتساء دخانها وفجأة سمعت باذني صوت المؤذن يعلناه الصلاة خير من النوم ..الصلاة خير من النوم .

التسميات:

posted by Hady Habib @ ١٠:١٢:٠٠ م  
1 Comments:
إرسال تعليق
<< Home
 
 
RRS

انا ميــن


Shams
 لست انا من اترنم من اجل عظمة انما انا من تترنم العظمة من اجلى اذا علمت انني مصري وهذا غرور يتملكنمي فأنا مصري ولست أنت ولا هو إنما أنا أنا ولا أنت ولا هو كمثلي أنا فأنا أنا عذراً لا تسالنى منانا ولأبقي بين كلماتى واقلامي امجدها لتسطو على الجمع وتنشر النور بين احشاء الحقيقة وترمي من الرأي بحور الجدل وتعزف للدمع ما بين اوراقي فكر وعمل فأشواك وتروس ودماء تلك هي افكاري فلأبقي بين كلماتى واوراقى امجدها
شوف يا عم البروفيل كله

أقسام المدونة

علوم -  أدب -  فن -  تاريخ -  سياسة -  شباب -  جامعة وتعليم -  كلام فى سرك -  رأي -  تصاميم -  تنويه -  متنوع

مواضيع زمان

مدوناتي

Code of Mechanical

الساعة الآن

Pleas instal flash player to see the movie >>>shams

افتح يا سمسم

Online

اللى شرفونا

هما بيقولوا ايييه

صفحة البرادعي على تويتر

الحملة الشعبية المستقلة للتغيير

مدونة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد

ركن النـمـيـمــــــة